إستمع إلى المقال صوتياً
تحتل عملية التقييم موقعًا متقدمًا ضمن مجموعة أدوات القادة والمسؤولين الذين يعنون بتطوير مؤسساتهم وتأكيد وصول رسائلهم على نحو صحيح للجمهور المستهدف. وسواء كنت في قسم التخطيط أو الإدارة أو في موقع اتخاذ القرار، فإن عملية التقييم تبقى إحدى الوسائل الأساسية التي تقدم لك إجابات عن التساؤلات المطروحة والمتداولة. ومن هنا فإن دراسة تصميم برامج التقييم وتطبيقاتها العملية تصبح في حكم الواجب للمديرين التنفيذيين، ومسؤولي العقود، وأعضاء مجالس الإدارات، والباحثين والمتطوعين في مجال العمل الإنساني والمجتمعي.
وبحسب مركز "ويلدر" للأبحاث فإن التقييم يُعرّف بأنه عملية منهجية تستطيع المؤسسة من خلالها أن تحصل على معلومات عن أنشطتها، ومدى التأثير الذي تحدثه، ودرجة فعالية عملها؛ لتتمكن من تطوير أعمالها، والوقوف على إنجازاتها. وعلى هذا فإن التقييم عملية مستمرة داخل المؤسسة تنخرط فيها بعض أو كل الأقسام لفترة زمنية محددة، وهي عملية منهجية يجب أن تتمتع بالموضوعية والموثوقية وتقدم معلومات مفيدة وجوهرية تساعد الجهة المعنية باتخاذ القرارات على التمييز بين الخيارات لانتقاء الأكثر جدوى للمؤسسة.
عملية التقييم ليست وسيلة نظرية الهدف منها -فقط – جمع المعلومات عن الأنشطة والخدمات والمستهدفين بل إنها تحقق عدة نجاحات للمؤسسات والأفراد على السواء، ومن تلك النجاحات على سبيل المثال: التأكد من نجاح برامج وسياسات العمل، واكتشاف الأساليب والتقنيات المجدية التي حققت الأهداف تفصيليًا لكل أجزاء البرامج. كما تساعد عملية التقييم على رصد النتائج غير المتوقعة التي تحققت، سلبًا أو إيجابًا، نتيجة البرامج والتعاملات اليومية، ومن ثمّ تحديد آثارها وكيفية معالجتها أو الاستفادة منها لاحقًا. ولا يمكن الحديث عن فوائد عملية التقييم في تحقيق جودة عمل المؤسسات دون التطرق إلى دورها في تحسين استغلال الموارد البشرية والمادية على السواء. فعن طريق المعلومات المتوفرة من عملية التقييم ستتمكن المؤسسة من توجيه مواردها المالية نحو الأنشطة الأكثر فاعلية وإنتاجية، وبالمقابل سوف تحدّ من تمويل الأنشطة غير الفعالة.
وإذا ذُكر التقييم؛ ذُكر التطوير في نفس السياق. إذ يعتبر ’’التقييم أحد الأدوات التي تساعد على تطوير العمل الذي تقوم به مؤسستك؛ فالحافز لدى معظم المقيّمين لا يأتي من كتابة التقارير، ولكن من رؤية نتائج أعمالهم تتحول إلى أفعال.‘‘[1] ومن هنا فإن عملية التقييم يجب أن تكون مكونًا أساسيًا في كل برامج المؤسسة وفي مراحلها الأولى، حتى تتوفر معلومات ونتائج تتيح
للجهات المسؤولة رؤية فاعلية برامجها ومدى تحقيق أهدافها؛ ما يمكنها من إدخال التعديلات الضرورية في وقت مبكر وتلافي الأخطاء قبل تفاقمها وإعادة برمجة الوسائل لتناسب الأهداف المرجو تحقيقها.
التقييم عملية طبيعية يجريها الأفراد والمؤسسات يوميّا وبطريقة عفوية أحيانًا، فأغلبنا يحرص على جمع المعلومات قبل اتخاذ القرار، ثم يفاضل بين الخيارات لانتقاء أكثرها جدوى، وهذه عملية تقييم في حد ذاتها تقودنا إلى تطبيق التقييم باحترافية وفق المعايير العلمية للحصول على النتائج المثالية.
[1] دليل المدير لتقييم البرامج، بول دبليو مات – الناشر: مؤسسة محمد وعبد الله السبيعي ومركز بناء الطاقات
,شارك المنشور مع أصدقائك
ادرج تعليق
الرجاء تصحيح الأخطاء التالية :
{{ error }}
التعليقات (0)