تكسبهم مهارات ومعارف جديدة، وتعتمد في ذلك على تبادل الخبرات بين الخبراء المختصين والمتعلمين. وينظر إلى ورش

العمل على أنها مكان مثالي لتحسين بناء الرؤى والحلول المتكاملة، ودمج الشباب وإكسابهم الخبرة بشكل عملي. ومن خلال

الورش يمكن الاستفادة من خبرات الآخرين وتسهيل العمل الجماعي وكذلك تحفيز تنمية المهارات وتقوية الروابط بين المشاركين.

كما أن ورش العمل إحدى الوسائل التعليمية المرنة التي يمكن تكييفها لتناسب الأهداف المختلفة، والأعداد المتباينة للمشاركين، والمدد الزمنية لمتاحة طولًا أو قصرًا.

يقع عبء نجاح ورش العمل كأي وسيلة تعليمية تفاعلية على كاهل الميسر والمتعلم، لكن قد ينظر إلى دور الميسر على أنّه الدور الأكبر في تحقيق الورشة لأهدافها.

لذلك تمثل خطوة اختيار ميسر الورشة الخطوة الأهم إذ سوف يكون من وظائفه داخل الورشة تلقي المشاركات والتفاعل

معها، والحفاظ على مستوى طافة مرتفع في أغلب أوقات العمل، بالإضافة إلى مساعدة المشاركين على الشعور بالراحة

وتبادل الأفكار وتيسير النقاشات والتأكد من الموضوعية والحفاظ على عملية تعلم فعالة، وحل الخلافات إذا حدثت وكذلك تجهيز الأدوات اللازمة.

 لذا يجب أن يتحلى القائم بهذا الأمر بجملة سمات نفسية وذهنية متميزة، وأن يمتلك مهارات عالية، وأن يكون ذا خبرة

بموضوع الورشة، مع المرونة وضبط النفس، وأن يكون متسامحًا في نفس الوقت، ويحترم المشاركات، ويحافظ على

مستوى طاقة عال ومتقبلًا للمشاعر.

فضلًا عن مجموعة صفات تتعلق بقدرته على إدارة وتكوين وبلورة الحوار بين المجموعات وامتلاك مهارات التواصل مع

المشاركين كالإلمام بتقنيات الاستماع الجيد والانصات لما يتحدث به المشاركون، ومهارة تقليل الحركة الملفتة وتخليص كلام

المتحدث والتوافق مع الحالة النفسية للمتحدث وتشجيع المشاركين على التفاعل.

وإذا كان للسمات والصفات الشخصية للميسر دور هام في نجاح ورش العمل فإن ذلك لا بد وأن يصاحبه إعداد وتخطيط

وتهيئة لفقرات الورشة قبل الشروع فيها، والملاحظة الدقيقة أثناء التنفيذ مع القدرة على التدخل الحاسم إن تطلب الأمر.

ويمكن قياس نجاح الميسر في وظيفته بمدى حيوية الورشة وإقبال المشاركين على التفاعل الإيجابي داخل محاور المحتوى

وبعيدًا عن الحوارات الجانبية. وبالمثل فإن من علامات نجاح الورشة استنباط مخرجات تعليمية قابلة للتطبيق العملي.

بالإضافة إلى ذلك الجهد الذي يبذله الميسر قبل وأثناء ورشة العمل فلا يجب أن يغفل عن وظائفه بعد انتهاء الورشة مثل

مراجعة النتائج واعداد ملخص تنفيذي وإعلامي وتقرير مفصل وكذلك تقييم مناسبة الخطوات للأهداف، وقبل ذلك تلخيص ماقد

توصل إليه وايصال المشاعر الإيجابية للمشاركين واشعارهم بالإنجاز وفتح المجال للتعليقات والاقتراحات وقد يلزم أحياناً

توزيع شهادات على الحضور.

وهكذا ينظر إلى ميسر ورش العمل على أنه القلب النابض لهذه الفاعلية، وعلى قدر ما يكون هذا القلب نشطًا يبث الحياة في أرجاء الورشة وبين الحضور

بالتعليقات الذكية، والتلميحات الموحية على قدر ما تنجح الفاعلية على مستوى الغاية والأهداف.