إستمع إلى المقال صوتياً
ومن هنا
كان من الضروري أن يتعرف الآباء والأمهات على مفاهيم القيادة عامة وأن يتقنوا
المهارات القيادية المساعدة في التأثير على الأبناء من أجل تحقيق أهداف عملية
التربية.
يمكن
القول بأن القيادة هي مسؤولية عظمى يسعى فيها الوالدان لتحريك أبنائهم في الاتجاه
الذي يحقق مصالحهم على المدى البعيد، وذلك عبر تشكيل سلوكياتهم بمجموعة أنشطة
ومعارف.
وانطلاقًا
من المفهوم السابق فإن قيادة الأبناء داخل الأسرة أو حتى في المؤسسات التربوية
والتعليمية تتكون من ثلاثة أطراف رئيسية هي (القائد – التابعون – الموقف)، ويحتاج
الوالدان إلى فهم طبيعة كل طرف ودوره في عملية التربية، وأن يتقنا المهارات الخاصة
بالتعامل مع كلٍ منها حتى يستطيعا تحقيق الأهداف التربوية المختلفة.
من أهم
المهارات التي يجب إتقانها في عملية القيادة الوالدية المهارة الفنية ونعني بها
الفهم العميق للمراحل العمرية في حياة الأبناء، وإدراك التغييرات النفسية والبدينة
التي تطرأ عليهم، والإلمام بطبيعة العلاقات التبادلية بينهم وبين أقرانهم.
بعد هذا
يأتي دور مهارات التعامل الإنساني وفيه يظهر الوالدان احترامهما لشخصيّات أطفالهما،
مما يدفعهما إلى تبني الأهداف التربوية دون قهر أو تعسف في نفس الوقت الذي تبنى
فيه طاقاتهم ويتحقق لهم الرضى النفسيّ، ويولد بينهم وبين المجتمع من حولهم الثقة
والاحترام.
يعزى إلى
مهارات التعامل الإنساني اندماج الأبناء داخل دائرة الأسرة وتقبلهم للإرشاد بنفس
رحبة والعمل بحماسة وقوة لتحقيق الأهداف الشاملة لعملية التربية.
ولا يمكن
أن تعمل القيادة الوالدية بفاعلية من دون تنظيم، وهنا تبرز أهمية المهارات
التنظيمية للآباء والأمهات. نعني بها في سياق عملية التربية قدرة الوالدين على
رؤية الأسرة كفريق متكامل، وفهم الترابط بين مكوناته، وأثر التغييرات التي تحدث في
جزء منه على بقية أجزائه، وكذلك تنظيم العمل وتوزيع الواجبات وتنسيق الجهود وأن
يدرك الجميع القواعد المنظمة للأسرة.
ثم تأتي
ختاماً المهارة الفكرية ويقصد بها المرونة العقلية للوالدين في تقبل أفكار أبنائهم
المتباينة والمتجددة، وكذلك القدرة على تطوير الأهداف التربوية بناء على التحليل
والاستنتاج وتبعًا لمتطلبات الظروف والوقت.
ليس
الهدف من القيادة الوالدية السيطرة والتحكم في عقول ونفسيّات الأبناء وإنما
مساعدتهم على اكتشاف ذواتهم ورسم طريق قويم لمعاشهم في الحياة، وعليه فلا يجب أن
يكون الوالدان سيفًا مسلطًا على رقاب أبنائهم ولا أن يرخيا لهم حبل القيادة ولكن
التعامل الحازم مع إظهار الحب والمودة.
,شارك المنشور مع أصدقائك
ادرج تعليق
الرجاء تصحيح الأخطاء التالية :
{{ error }}
التعليقات (0)