تأتي ضرورة توظيف التسويق الإليكتروني ضمن خطة عمل الجمعيات الخيرية كونه الأسرع انتشارًا والأكثر نفوذًا وتوغلًا في جميع الشرائح والمجتمعات والأعمار.

كما يمكن لخطة تسويق إليكتروني ناجحة أن تحقق كل ما تهدف إليه إدارات تنمية الموارد المالية من تدفق للتبرعات، وزيادة في عدد المتبرعين، وكسب شرائح جديدة من الداعمين من فئات جديدة وأماكن مختلفة.

فالتسويق الإليكتروني يمتاز عن غيره بوفرة أنواع المحتوى القابل للنشر إذ يمكن نشر المحتوى المرئي بمختلف أشكاله وكذلك النشرات البريدية والتغريدات والمحتويات التوعوية والترفيهية وغيرها.

ليس هذا فحسب فأدوات التسويق الإليكتروني تساعد على استهداف دقيق حسب المكان، والنوع، والفئة العمرية، والخصائص السلوكية عبر العديد من المنصات كمواقع التواصل الاجتماعي، والبريد الإليكتروني، والإعلانات الرقمية، ومحركات البحث.

تحديات في طريق التسويق الإليكتروني:

وعلى الرغم من الضرورة الملحة لاستخدام التسويق الإليكتروني في العمل الخيري فإنّه تلوح تحديات لا يستهان بها قد تحدّ من آثاره الإيجابية ونتائجه المبهرة.

من أهم التحديات التي تواجه تسويق العمل الخيري إلكترونيًّا فهم ثقافة الإعلام الاجتماعي ومتطلباته بالقدر الذي يسمح بوضع استراتيجيات دعائية ناجحة لا تصطدم مع توجهات البيئة ومعتقداتها، وهذا يتضمن بالطبع مدى ملائمة الرسائل الإعلانية وتفهمها لدوافع التبرع والعطاء في كل مجتمع من المجتمعات.

ومن التحديات البارزة في مجال التسويق الاليكتروني للجمعيات الخيرية عدم توفر كوادر بشرية مؤهلة لتولي هذه المهمة باحترافية مما قد ينتج عنه أخطاء مؤثرة في وضع خطط النشر وضوابطه وسياساته بالإضافة إلى عدم القدرة على قياس نتائج الحملات الدعائية بالشكل الذي يمكنهم من الاستفادة من مردودها وتلافي سلبياتها.

وكذلك ما تحتاجه الحملات من ميزانيات ومصارف حتى يمكنها أن تصل إلى مستهدفاتها الرقمية في وقت قد تعاني فيه المؤسسة من شح مالي يجعل البعض ينظر إلى مثل هذه المصروفات على أنها مال مهدر.

ضرورة رغم التحديات:

يُضاف إلى التحديات السابقة بعض المشكلات التقنية الأخرى مثل عدم توافر كوادر لصناعة المحتوى الإبداعي بأشكاله المختلفة وصعوبة استخدام رموز وشخصيات بارزة وشهيرة لدعم منصات الجمعية الخيرية وتعقيدات التواصل الداخلي بين وحدة الإعلام وبقية وحدات المؤسسة.

ومع ذلك كله تظل ضرورة استخدام التسويق الإليكتروني قائمة وبشدة مما يحفز العاملين في المجال الخيري على التعامل الجاد مع هذه التحديات وتجاوزها بالتعليم والتدريب والممارسة.