إستمع إلى المقال صوتياً
تأتي التقليدية في التعامل مع أزمة التمويل على رأس التحديات التي تقود إلى أزمات مالية في العمل الاجتماعي إذ تركن المؤسسة إلى تبرعات هيئات مانحة أو كبار المتبرعين دون أن تجتهد في تنويع مصادر التمويل، وابتكار وسائل جديدة تصل بها إلى شرائح جديدة.
وفي النهاية تجد الجمعيات العاملة في محيط جغرافي واحد نفسها تتنافس على مجموعة محددة من المتبرعين الأفراد والهيئات المانحة مما يؤدي إلى تجزئة التبرع على عدة جمعيات.
ارتفاع كلفة المصروفات التشغيلية:
في الوقت الذي تنخفض فيه الإيرادات المالية لأسباب متعددة ترتفع من ناحية أخرى المصروفات التشغيلية للجمعيات نتيجة توظيف عدد كبير من العاملين، أو استئجار أكثر من فرع ومقر وغير ذلك.
مما يؤدي إلى استنزاف الموارد المالية في الإنفاق على بنود غير منتجة لا تنعكس إيجابياً أو ماديًا على عمل الجمعية الأمر الذي يقلل من مصداقيتها ويسيء إلى سمعتها في بيئتها المحيطة.
نقص بحوث أسواق المتبرعين:
رغم تأصل العمل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية منذ فترة طويلة إلّا أنّه لم تظهر حتى الآن أبحاث تسويقية كافية ترصد دوافع التبرع رصداً تفصيليًّا حسب المنطقة والعمر والشرائح الثقافية والاجتماعية مما يساعد موظفي التسويق في الجمعيات على فهم سلوك المتبرع ومخاطبة ميوله ودوافعه.
توصيات ومقترحات:
وعلاج هذه السياسات وغيرها يكمن في بعض التوصيات والمقترحات والأفكار القابلة للتطبيق متى توفرت للعمل الخيري هيئة ترعى مستقبله، ونعرج على بعضها سريعًا:
الابتكار والتجديد:
مع وجود فرص كبيرة في أسواق المتبرعين يعوّل على تجديد المنتجات الخيرية والمشروعات في جذب شرائح جديدة بعيدًا عن الفئات التقليدية التي يخاطبها الجميع.
فمثلًا استخدم الوقف العقاري بصورة مبالغة ومكثفة في الفترة الماضية جعل الكثيرين يعزفون عن المشاركة فيه بينما لو استحدثت أوقاف جديدة لمشروعات رياضية أو ترفيهية أو فندقية أو صناعية لصادفت رواجًا كبيرًا.
التطوع:
التطوع أحد الحلول السحرية والسريعة لعلاج مشكلة ارتفاع المصروفات التشغيلية للمؤسسات الخيرية إذ يمكن من خلاله استثمار طاقات الشباب وتخصصاتهم المتنوعة في إحداث نهضة مجانية تقريبًا للعمل الاجتماعي.
تشجيع أبحاث السوق:
يحتاج العمل الاجتماعي أن ينطلق من أرضية علمية مكشوفة لا أن يخوض في تجارب تعتمد على التخمين قد تصيب أو تخيب ومن ثمّ يجب دعم الباحثين في مجال أبحاث سوق التبرع لمعرفة واقع المتبرعين واحتياجاتهم ورغباتهم والمنافع التي يرغبون بها، وتحليلها وفق كافة قطاعات العمل الاجتماعي، وتحديثها باستمرار مما يشكل مدخلًا هامًا في بناء الخطط التسويقية والحملات الإعلامية.
,شارك المنشور مع أصدقائك
ادرج تعليق
الرجاء تصحيح الأخطاء التالية :
{{ error }}
التعليقات (0)