إستمع إلى المقال صوتياً
ولمّا
كانت المشكلات جزءًا لا ينفصل عن العمل كان لزامًا على القيادات والأفراد التعامل
معها بالشكل الذي يضمن تفادي آثارها السلبية وعدم تكرارها أو بالأحرى تحويلها إلى
فرص ونقاط قوة عوضًا عن كونها تهديدات ونقاط ضعف.
وهنا
يظهر دور التفكير الإبداعي في تحليل المشكلات والتعامل معها، وإن لم يكن هناك
تعريف محدد للتفكير الإبداعي لكن يمكن القول إنه النظر إلى الأمور المألوفة بطريقة
غير مألوفة ومن ثم تطوير هذا التفكير إلى نظرية وأسلوب جديد مبتكر.
ورغم
أهمية الأدوار التي تلعبها السمات والخصائص الفطرية في التفكير الإبداعي إلا أنه
يمكن القول إنه من المهارات المكتسبة التي يمكن تطويرها وتحسينها من خلال الممارسة
والتدريب.
يرى
البعض التفكير الإبداعي عملية تراكمية تنتج عن تكدس الخبرات والمعارف وخوض التجارب
المتتالية، وأنه عملية جماعية تنجم نتيجة تفاعل المبدع مع غيره وبيئته.
ومن هنا
يمكن القول إن المهمة الرئيسية لقيادات المؤسسات هي توفير البيئة الإبداعية التي
تسمح بظهور أفكار ابتكارية وتفاعل صحي بين العاملين للتعامل مع المشكلات.
في
الواقع، يمكن وضع بعض التصورات الخاصة بهذه البيئة الإبداعية مثل إطلاق حرية
العاملين في طرح الأفكار الخيالية الجديدة غير المعتادة دون تقييد، وإنشاء بنوك
لهذه الأفكار تُعنى بدراستها وتدقيقها ومحاولة تطبيقها.
وكذلك أن
تبني المنظمات ثقافتها السائدة على الجرأة والابتكار لا الاستسهال والركون إلى
المضمون، وإلّا فمن أين تكتسب الشركات تميزها في الأسواق؟ وكيف تعزز من وجودها في
ظل منافسة شرسة إن لم تصنع لنفسها كيانًا مختلفًا؟
وهذا
يقودنا بالضرورة إلى الإنسان المبدع ودوره في الهياكل التنظيمية للمؤسسات، فلا شك
أن القائد يصنع المناخ، وكلما تولى مناصب التوجيه والقيادة مبدعون انعكس ذلك
إيجابيًا على المؤسسة كلها.
يمكن
تمييز هؤلاء المبدعين بعدة طرق داخل المؤسسة منها أنهم يتسمون غالبًا بغزارة
الأفكار فيمكنهم توليد واستحداث عدة حلول للمشكلة الواحدة فيما يعرف بالتفكير
الجانبي.
كما يتصفون
بالمرونة فيمكنهم استخدام أكثر من وسيلة وأداة للوصول إلى الأفكار ولا يتقيدون
بالطرق المألوفة والاعتيادية.
كما
يجنحون غالبًا إلى التميز فلا يقدمون حلولًا سبقت الإشارة إليها أو تقليد أقرانهم،
ليس هذا وحسب بل يمكنهم تطوير الحل الواحد وتوسعته والإضافة إليه ليصبح نظرية
متكاملة.
لقد أشار
الدليل التوضيحي لتحليل المشكلات وتحديد الأسباب الكامنة وراءها وصناعة حلول
ابتكارية لمعالجتها والذي أصدرته مؤسسة محمد وعبد الله ابراهيم السبيعي الخيرية
إلى إحدى النظريات الإبداعية في تحليل المشكلات والتي تعر ف عالميًا ( Kepner
& Fourie).
وهي
منهجية ظهرت خلال بحث دكتوراه قام به مبتكر تلك المنهجية Chuck Kepner قبل أكثر من خمسين عامًا ومن ثم قام بتسجيلها كحقوق فكرية وهو
يعتبر أحد الأعضاء المعتمدين في مجلس الحكماء في الولايات المتحدة الأمريكية. ثم
قام بعقد شراكة تعاون مع أحد المطورين لتلك المنهجية وهو Matheus
Fourie وعملا على تأسيس شركة مقرها المملكة المتحدة
لتطوير الأدوات المستخدمة وإكسابها الجانب العملي والتطبيقي منذ أكثر من عشرين
عامًا.
يمكن
الاطلاع على هذه المنهجية الإبداعية وغيرها في الدليل التوضيحي لتحليل المشكلات
على موقع غصن.
وهكذا
يصبح التفكير الإبداعي وطرقه الراسخة أقصر الأدوات لتحليل المشكلات وصناعة حلول
لها تضمن تلافي أخطارها وتعظيم العائد منها.
,شارك المنشور مع أصدقائك
ادرج تعليق
الرجاء تصحيح الأخطاء التالية :
{{ error }}
التعليقات (0)