إستمع إلى المقال صوتياً
سعت الدراسة إلى بناء مرجعية نظرية لدراسة سلوك المتبرعين بالأموال (النقد) في ضوء الواقع السلوكي لشريحة من المواطنين السعوديين.
أهمية الدراسة:
وتكمن أهمية الدراسة في أنّها تضع بين يدي العاملين في حقل العمل الخيري الكثير من الدوافع الاجتماعية والنفسية والأخلاقية والاقتصادية والثقافية التي يمكن القول إنها تتحكم في سلوك المتبرع.
ومن هنا فإن الوقوف على هذه المخرجات يساعد الجمعيات الخيرية على تحسين أدائها، وتطوير وسائلها التسويقية للوصول إلى أفضل المتبرعين في أقصر الأوقات وبأقل جهد.
دوافع التبرّع:
يتناول هذا المقال نقطة واحدة من الدراسة وهي ما يتعلق بدوافع التبرع أو ما أطلق عليه البحث "سلّم الترغيب في التبرع" والذي جاء على قمته الدافع الديني إذ اختارت أغلبية كبيرة في الشريحة محلّ الدراسة (الرغبة في الثواب من الله تعالى) كمحفز رئيس للتبرع.
وهذا الاختيار ينبني عليه عدة توصيات عملية منها أن ترتكز عملية ابتكار المنتجات الخيرية على السمة الدينية التي تجعل المنتجات الخيرية في سياق العلاقة بين المسلم وربه، بغض النظر عن مستوى تدينه. وأن يستخدم المدخل الديني في الرسائل الاتصالية لجمع التبرعات. مع أهمية التفريق بين مخاطبة المتدينين ومخاطبة الوازع الديني في نفوس المسلمين عمومًا. وكذلك التركيز على المواسم والأماكن المرتبطة بالشعائر الدينية، خاصة في مخاطبة النساء، فقد كشفت الدراسة عن تأثرهنَّ بالمحفزات الموقفية، كالتواجد في أماكن تجمع النساء، في توقيت مناسب ومناسبة دينية محددة، وبرسائل واضحة ومخططة.
تأثير العمر والعواطف على المتبرعين:
وإذا استهدفنا مؤشرًا آخرًا من المؤشرات التي رصدتها الدراسة وهو مؤشر العمر سنجد أن ابتكار منتجات خيرية مناسبة لشريحة (45 سنة فأعلى) تلبي رغباتهم في تقديم أعمال للدار الآخرة قد يضمن بصورة كبيرة استمرار تبرعاتهم، ورفع مستوى سخائهم.
في الدرجة التالية من سلّم الترغيب جاء الدافع العاطفيّ؛ وخاصة رغبة المتبرعين في تخفيف معاناة الآخرين وهو ما يساعد في تطوير الخطاب مع الجماهير وصياغة رسائل دعائية تركز على تحديد العائد الروحي والنفسي للمتبرع.
فيفضل أن يتحدث جامعو التبرعات إلى المتبرعين عن الأخبار السارة عن نتائج التبرعات، وقصص وتجارب إنسانية في التبرع، ونماذج عملية لكفاءة الجمعية أو المؤسسة في معالجة وقائع محددة.
منافع شخصية:
إذا انتقلنا إلى الدرجة الثالثة في سلّم الرغبات نجد دافع المنفعة الشخصية. فقد كشفت الدراسة أن المتبرعين حين يخرجون أموالهم يرغبون في دفع البلاء والمرض والفقر عن أنفسهم.
واحتلال هذا الدافع المرتبة الثالثة دليل على أهميته وتأثيره في دافعية التبرع لدى مواطني المملكة العربية السعودية لذلك يجب على العاملين في المؤسسات الخيرية مراجعة منتجاتهم الدعوية لمعرفة مدى استثمارها لهذا الدافع، وكذلك تضمينه في الرسائل والحملات الدعائية.
دوافع أخرى:
يضم سلم الترغيب في التبرع نحو تسعة دوافع عرضنا سريعًا للثلاثة الأولى منها لما تمثله من أهمية وفاعلية في نفسية المتبرعين ويمكن مراجعة باقي الدوافع وغيرها من النقاط الجديرة بالاطلاع في الدراسة المنشورة على موقع غصن.
,شارك المنشور مع أصدقائك
ادرج تعليق
الرجاء تصحيح الأخطاء التالية :
{{ error }}
التعليقات (0)