إستمع إلى المقال صوتياً
وتشير
بقية المؤشرات إلى الإيجابية في استخدام هذه المنصات إذ أوضح 24.8% من شباب
الدراسة أنهم يستخدمونها (غالبًا) بشكل إيجابي، بينما أشار نحو 23.3% أنّ ذلك يحدث
(أحيانًا).
هذه
النسب مجتمعة تكشف أن الشباب في المملكة السعودية (غالبًا) ما يستخدمون مواقع
التواصل الاجتماعي في أمور نافعة ومفيدة، مثل التعريف بأنفسهم بشكل حضاريّ، والتعريف
بوسطية الإسلام.
المتمعن
في دلالات هذه الدراسة يلمح فرصًا عظيمة يجب استغلالها بشكل أمثل إذ يمثل الشباب
في كل مكان دعامة المستقبل، ولمّا كانت وسائل التواصل الاجتماعي إحدى الأدوات
المطروقة بقوة من قبل هذه الشريحة العمرية، كان لا بد من البحث في كيفية استثمارها
في دعم القيم وتطوير الشباب.
للبدء في
تناول هذا المحور يجب أن نفهم خصائص هذه المواقع والمنصات من حيث عالميتها التي
تلغي حواجز المكان والزمان، واللغة أحيانًا، إذ يستطيع المرء إيصال فكرته بصورة أو
مقطع مصوّر للملايين حول العالم.
وهي كذلك
تتجاوز سلبيات وسائل الإعلام القديمة التي تفرض على المستخدم دور المتلقي السلبي
الذي لا يستطيع التواصل أو المشاركة، إذ يعد التفاعل أهم خصائص وسمات هذه الأدوات
الإعلامية الجديدة.
من ناحية
أخرى فهي متنوعة تكاد تغطي جميع الأذواق والمشارب، فمنها التغريدات بالغة القصر، والتدوينات
المفتوحة، ومنها ما يختص بالصور او المقاطع المتحركة القصيرة، وغير ذلك. هذا مع
سهولة مطلقة في الاستخدام جعلتها متاحة في يد الجميع تقريبًا.
وتبقي
الخصيصة الأهم وهي أنها مجانية الاشتراك والتسجيل، وبذلك تكسر احتكار أصحاب
الأموال أو المؤسسات الكبرى –إلى حدٍ ما – لوسائل الإعلام.
إدراكنا لهذه الخصائص يجعل تفكيرنا مفتوحًا
منطلقًا دون عوائق؛ فيمكننا مثلًا أن نؤسس منصات تختص بالتواصل مع الشباب وطرح
مشكلاتهم وتقديم استشارات مأمونة لما يشغل تفكيرهم، سواء تعلق ذلك بالمشكلات
الشخصية أو تحديات العمل والاستثمار.
كما يمكن
تدشين العديد من المبادرات القيمية عبر وسائل مبتكرة ومواد ذات محتوى جذاب، تلفت
إليها أنظار الشباب ذكورًا وإناثًا، ومن ثم ينضمون إليها ويجدون فيها مجالًا
لإطلاق قدراتهم والتنفيس عن طاقاتهم.
ولا يمكن
أن نغفل دور نشر المعرفة وكسب الخبرات وتعزيز قيم التنمية والتطوير الذاتي، بتوفير
مناهج دراسية تغطي بعض فروع العلم التي يعجز الشباب عن تحصيلها في المدارس
والجامعات، وبذلك نكون قد كسرنا عوائق الوقت والمال.
ليس هذا
فحسب، وإنما يمكن للإدارات المحلية طرح التحديات البيئية والمجتمعية للنقاش،
مستهدفة بشكل علمي وتسويقي، الشباب المقيمين في حيزها، طالبة الدعم بالفكرة أو
الانخراط في المشروعات وعمليات التنمية الإقليمية.
هذا بعض ما يمكن أن تقدمه مواقع التواصل الاجتماعي إذا ما أحسنّا استخدامها، لتطوير منظومة القيم لدى الشباب ومساعدتهم على اكتشاف أنفسهم وقدراتهم، ودمجهم مع بيئاتهم وتحدياتها.
,شارك المنشور مع أصدقائك
ادرج تعليق
الرجاء تصحيح الأخطاء التالية :
{{ error }}
التعليقات (0)