إستمع إلى المقال صوتياً
ورغم
أهمية الوقت التي لا يختلف عليها اثنان، تقف بعض المفاهيم الخاطئة عقبة أمام
إدارته والاستفادة منه بالشكل الأمثل. فهناك من يعتقد أن المهمات الكبيرة والأعمال
المعقدة هي فقط ما تحتاج إلى تنظيم وإدارة، غير مدرك أن الأعمال الصغيرة تشبه
مستصغر الشرر الذي يحرق الغابة الكبيرة، بتسلله دون أن يشعر به أحد.
بالمقابل،
الأشخاص الناجحون يخططون لكل لحظة من الوقت، ويحسنون إدارة الأوقات البينية بنفس
القدر الذي يديرون به أوقات الأعمال والنشاطات الإنتاجية. ولا يتوانون عن تنظيم
الأمور الصغيرة أسوة بالأمور العظيمة.
ومن
المفاهيم الخاطئة الأخرى، أن يهمل الشخص إدارة الوقت وتنظيمه تحت ادعاءات مختلفة،
كأن يعتقد أن مجرد انشغاله بالكثير من الأعمال دليل على حسن إدارته لوقته، دون
اعتبار لأهمية هذه الأعمال ووزنها النسبيّ، ومدى توافقها مع الأهداف العامة في
الحياة.
أما
التحديات التي تحول بين الإنسان وتنظيم وقته والاستفادة منه، فمنها السماح للآخرين
باستغلال وقته، وتوظيفه لإنجاز أعمالهم، ما يؤخر الأولويات الشخصية للشخص المستغل،
ويعطّل عمله، ويضيع عمره قبل أن ينجز أيًا من أهدافه.
ومنها
أن يستغرق الإنسان في أزماته ومشكلاته، مستسلمًا لما تفرضه عليه من واقع يهدر وقته،
ويحطم أعصابه، ويشغله عن إنجاز مخططاته.
من
أجل استثمار فعال للوقت في مرحلة ما قبل الوظيفة، يجب أن يبدأ الشخص بتحديد
أولوياته حسب أهميتها وحسب دورها في المدة القادمة من حياته، وأن يجدول هذه
الأولويات بعد تقسيمها إلى مهام عملية قابلة للتنفيذ، وأن يكون أمينًا مع نفسه فلا
يضع المهمات السهلة الممتعة في أوقات النشاط والحيوية، رغم علمه بأنها أقل جدوى
وأهمية من غيرها، وأن يقيّم أداءه بموضوعية، أسبوعيًّا، للتحقق من مستوى الإنجاز مقارنة
بالمطلوب.
ملء
الفترة الزمنية التي تسبق الحصول على عمل، بكل ما هو مفيد، هو استثمار يتيح اكتساب
العديد من المهارات والمعارف والخبرات التي ستكون بابًا للولوج إلى العمل المرجو.
كما
أن إدارة هذه الفترة البينية من حياتك على النحو الذي تقدّم، يخفف الضغوط ويقلل من
الأثار السلبية للبطالة والتعطيل، لا سيما عند تحقيق إنجازات ملموسة على مستوى
المعرفة والخبرة، أو قضاء الوقت في ترفيه مثمر كالسفر والرحلات والتطوع والمشاركة
المجتمعية.
,شارك المنشور مع أصدقائك
ادرج تعليق
الرجاء تصحيح الأخطاء التالية :
{{ error }}
التعليقات (0)